موجز
حياة القديسة تقلا
الاولى في الشهيدات
إن القديسة
تقلا التي
تمدحها بيعة
الله شرقاً و
غرباً, هي
الأولى بين
الشهيدات كما
أن القديس اسطفانوس
هو أول
الشهداء. و هي
قدوة الفتيات
المسيحيات, خصوصاً
العذارى.
ولدت في ايقونيا
مدينة بالقرب
من انطاكيا,
و من أبوين
وثنيين, و لقد
توفي والدها
قبل تنصرها. و بما أنها
كانت ذا عقل
ثاقب و شديدة
الرغبة في العلوم,
عين لها
والدها
معلمين
ماهرين. و كان
علمها النادر
مقروناً
بجمال بارع.
هذا و قد
خطبها رجل
شريف الاصل.
و في تلك
الحال خرج
القديس بولس
من انطاكيا
إلى مدينة ايقونيا , و بشر
هناك
بالإنجيل
المقدس .
فاشتهت أن
تراه و تسمع
تعاليمه. فلما
رآها عرف
حالاً أن الله
اختارها
لتقديس اسمه,
فعلمها بتمام
الاهتمام
زماناً
طويلاً, و
آمنت تقلا
أيمانا
متيناً و
ارتاحت نفسها
إلى البرارة
المسيحية
فنذرت للمسيح
بتوليتها, و
شرعت تسلك في
طريق أكمل
الفضائل
الإنجيلية. و لما عرفت
بسجن الرسول
مرشدها باعت
حلاها الثمينة
لكي تعينه في
ضيقه كما رواه
القديس يوحنا
الذهبي الفم
في مقالته
الخامسة و
العشرين من أعمال
الرسل.
و لما درت
والدة
القديسة
بعزمها في حفظ
البتولية,
خرجت حالاً و
أخبرت خطيبها,
فأخذ كلاهما
مع الأقارب
يفرغان كل جهد
في أن يرجعا
القديسة عن
عزمها في حفظ البتولية . و لما كان
يضيقان عليها
خرجت من بيت
أمها لتذهب
إلى القديس
بولس عله
يجعلها في
مكان أمين. غير
أن خطيبها لما
عرف بهربها
نقم نقمة
شديدة و وشى
بها مع أمها
إلى الحاكم
طالبين منه أن
يلزمها على التزوج
و ترك الديانة
المسيحية.
فأمرها هذا
بأن تذهب
بصحبتهما إلى
هيكل الآلهة و
تقدم هناك
ذبيحة الأوثان.
و لما لم تفعل
شارحة بشجاعة
مقرونة بالاحتشام
عن إيمانها
بالإله
الواحد رب
الكل و عن
حبها ليسوع
حباً لا يثنيه
عذاب و موت, و
عن رجائها
بالنعيم
الأبدي بجوار
من تؤمن به و
تحبه, أمر
الحاكم
فأضرموا
أمامها ناراً
عظيمة ظناً
منه أن
القديسة لدى
مشاهدتها النار
تعود عن
عزمها. أما هي
فاستغاثت
باسم يسوع. و دخلت
النار من تلقاء
نفسها في وسط
اللهيب و لم
تمسها النار
البتة بل هطل
بغتة مطر غزير
مع أن السماء
كانت صاحية. ففر الناس هاربين
و لم تحرق
النار شيئاً
من ثيابها حتى
و لا شعرة
واحدة من
شعرها الطويل
الجميل. فتخلى
عنها خطيبها و
تركها الحاكم.
فأقامت
زماناً في بيت
احد
المسيحيين
تمارس رياضات
العبادة
شاكرة الله و
مستعدة
للاستشهاد.
و في غضون
ذلك جاء إلى
المدينة حاكم
جديد موغر
الصدر على
المسيحيين.
فلما وشي إليه
بتقلا,
احضرها حالاً.
و لما وقفت أمامه
سألها: هل هي
مسيحية ؟
فأجابته: أي
نعم بحرية
مقدسة أمام
أعيان
الوثنيين و
اليهود. فأمر
الحاكم حينئذ
أن تقدم إلى
الوحوش الضائرة.
فاجتمع الشعب
على مدارج
الميدان ثم
أطلقوا
الوحوش و دخلت
القديسة الميدان
بشجاعة و
سرور. و لما
رأت الوحوش
آتية نحوها
رسمت اشارة
الصليب و
استعانت أيضا
بيسوع, فربضت
الوحوش عند
قدميها
مستأنسة تلحس
رجليها و
تتملقها بأذنابها.
لكن الحاكم لم
يرعو عن
غيه بل أمر
بأن يعلقوا
تقلا برجليها
إلى ذنبي
ثوريين بريين ففعلوا
لكن الثورين
لم يتحركا مع
أن الجند
كانوا ينخذوها
بمناخذ
محمية. فذهل
الحاكم و أمام
دهشة
الجماهير استدعاها
و سألها بلطف:
" من أنت أيتها
الفتاة
الغريبة؟"
فأجابته
البتول بحشمة:
"أنا أمة يسوع
المسيح ابن
الله الحي".
حينئذ طلب
لوحاً و كتب
عليه: " ان
تقلا التي
تلقب بأمة
يسوع الذي
يدعى إلها هي
طليقة حرة".
بعد ذلك
حاولت البتول
عبثاً إقناع ذويها
باعتناق
الدين
المسيحي, ثم
اعتزلت مدة
للصوم و
التقشف و
الصلاة. و بعد
زيارة للارض
المقدسة ,
استقرت في
مدينة سلوقيا
حيث صرفت باقي
حياتها
بتبشير
الإنجيل . و
لقد آمن على
يدها عدد كثير
لا يكاد يحصى
حتى لقبها احد
الآباء "
برسول سلوقيا".
و ذلك ما أدى
بالأرجح الى
استشهادها من
الوثنيين
الغير. و دفن
جثمانها الطاهر
بحيطة و إكرام
في ضواحي
المدينة المذكورة.
و أصبح حالاً
قبرها محجة
للنصارى و
خاصة
للقديسين
منهم و آباء
الكنيسة و
علمائها.
و إليك نقلاً
عن العلماء
البولنديين
بعض الشهادات
التاريخية: بعد
مائتي سنة حج
ضريحها
للتبرك علامة
البيعة القديس
غريغوريوس
النزينزي,
وبعده
القديستان
ماران و كورا
الحلبيتان.
و في الجيل
الثامن: بحضور
المجمع المسكوني
السابع أعلن
أسقف سلوقيا:
" إنني أؤكد
بالروح القدس
و أمام الله و
هذا المجمع
انه ما من احد
يزور ضريحها و
يطلب شفا عتها
و إلا يعود
شاكراً على ما
ناله بشفا عتها".
مدحها في
خطبهم على مدى
الأجيال
القديسون: امبروسيوس
و باسيليوس
الكبير و ايرنيموس
الذي جعلها
الثانية في
بيعة الله بعد
العذراء مريم,
و اسابيوس
المؤرخ الذي
كان يدعو كل
شهيدة متفوقة
"بتقلا
الجديدة".
و القديس ابيافانيوس
يقول: " انها
مثل ايليا
النبي و يوحنا
الانجيلي
بالغيرة على
الدين".
و القديس ايزيدريوس
الدمياطي:"من
بعد تقلا
فاتحة
الاستشهاد لا
يحق لنا أن
ننسب الضعف
إلى جنس
المسيحيات". و
القديس قبريانس
استغاث بها
عند دخوله
ميدان
الاستشهاد
قائلاً:" يا رب
أيدني كما أيدت
أمتك القديسة
تقلا!" و هكذا
فعل غيرها من
الشهداء.
انتصارها التاريخي
العظيم:
لا تزال
عظامها سالمة
و محفوظة إلى
يومنا. و لقد
نقلها الملك
بطرس الرابع
إلى أسبانيا و
بنى لها
ضريحاً و
كنيسة في الاراغون.
و من هناك وزعت
قسمات منها
على ملوك
فرنسا و
ايطاليا و روما.
و أبو
المؤمنين هو
الذي انعم
بقسمة منها على
مزارها بجوار رشميا في
لبنان. إن لها
معابد كثيرة
في كل هذه
البلدان و في الارجنتين
يحتفل هناك
بعيدها
احتفالاً
حكومياً
شكراً لها على
تحرير البلاد
بأعجوبة. و لبنان
أكثر البلدان
في العالم
تعبداً لها, و
قد بلغ عدد معابدها
فيه الثمانية
و العشرين.
نفعنا الله
بشفا عتها حتى
منتهى الادهار.
عن كتيب
كنيسة مار
تقلا – الحازمية
(1982): استنادأً
إلى دراسة
تاريخية للأب
بولس الكفرنيسي
(حياة القديسة
تقلا 1959) و إلى
كتاب مروج
الأخيار (1880)
للآباء اليسوعيين
و إلى تذكارات
الطوائف
الشرقية و
الغربية, و نقلاً
عن نشرة
صادرة, بأذن
الرؤساء عن
مزار مار تقلا
– رشميا.